الضحك
لندن/ يعتبر الضحك من العادات التي تمنح الإنسان
شعوراً بالسعادة وبالراحة النفسية كما أنه يزيد من التفاؤل؛ وهو إلى جانب
هذه الفوائد يعطي الكثير من الفوائد الصحية التي تعود بالفائدة على جسم
الإنسان, لهذا أصبح الأطباء في الآونة الأخيرة يدخلون الضحك والابتسام إلى
قائمة الوصفات الطبية التي لا تصرف من الصيدليات, بل من خلال روتين حياة
المريض.
وتبين مؤخراً من خلال دراسة علمية طبية بأن تقلص العضلات
الجوفية الناتج عن الضحك يزيد من استهلاك الجسم للطاقة, ويؤثر أيضاً في
إفراز الهرمونات في الدماغ وفي الغدد الصماء التي تشارك في تنظيم مستوى
السكر في الدم, وبالتالي فإن الضحك أثناء تناول الطعام يمنع ارتفاع مستوى
السكر في الدم, أي أنه يحمي من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وشملت هذه الدراسة 19مريضاً مصابون بالسكري من النوع الثاني وخمسة أشخاص
غير مصابين بالمرض, تناولوا جميعهم نفس وجبة الطعام ولكن بظروف مختلفة,
كما قام الباحثون بقياس مستوى السكر في الدم قبل وبعد تناول الطعام.
حيث تناولوا في اليوم الأول وجبة من الطعام أثناء حضور مؤتمر استمر لمدة
40 دقيقة, أما في اليوم الثاني فتناولوا الطعام أثناء حضورهم مسرحية
مضحكة, فأشارت النتائج إلى أن مستوى السكر في الدم أعلى بكثير لدى
المشاركين أثناء تناولهم الطعام عند عرض المؤتمر, وذلك بالمقارنة مع
المشاركين الذين تناولوا الطعام أثناء حضورهم المسرحية المضحكة.
هذا
وقد أظهرت دراسة أخرى بأن الضحك من القلب وبصوت مرتفع قادر على أن يساعد
في خفض الوزن, وذلك من خلال زيادة مقدار حرق الجسم للسعرات الحرارية عن
طريق زيادة مصروفات الطاقة للجسم.
وأكد القائمون على الدراسة بأن
الضحك وبصوت عال لمدة يتراوح مجموعها من عشر إلى خمس عشرة دقيقة يومياً,
يؤدي إلى زيادة مصروفات الطاقة عند الفرد بما يتراوح بين 10 إلى 40 كيلو
كالوري في اليوم الواحد, وبالتالي فإن الضحك قد يؤدي إلى زيادة معدل ضربات
القلب, إلى جانب زيادة مصروفات الطاقة بمقدار يتراوح ما بين 10 إلى 20%,
وذلك شرط أن يكون الضحك نابع من القلب.
وبالإضافة إلى أن الضحك يحمي
من الإصابة بالسكري من النوع الثاني ويساعد في خفض الوزن, فهو يعد تمريناً
لعضلة القلب ويعمل على إنعاش القلب ويحافظ عليه بصحة جيدة ويقلل أيضاً من
الإصابة بتجلط الدم, كما أنه يوسع القفص الصدري وينشط الرئتين ويقوي عضلات
الصدر, ويربط بين الرئتين والكليتين, ويزيل الحزن واختناق الصدر.
وللضحك أيضاً فوائد في تخفيف توتر العضلات وزيادة تدفق الأوكسجين إلى
الدم, بالإضافة إلى فوائد أخرى تتعلق بالجهاز العصبي والمناعي والغدد
الصم, كما أنه يعطي شعوراً بالحرية والراحة النفسية والانطلاق, لهذا ينصح
الأطباء بالضحك أو القهقهة عند توفر أي موقف يمكن أن يكون مضحكاً, حتى أنه
بمجرد توقع حدث سعيد أو مضحك ترتفع مستويات الأندروفين والهرمونات الأخرى
التي تحدث شعوراً بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات المصاحبة
للتوتر.