رائحـــة التـــــراب

رائحـــــــــــــة التــــراب==44==

مرةً اخرى .. يأتيني نبأ الذين ينتظرون... عند اقتراب ساعة المساء... يهمون بالقيام مرة أخرى.. يشاركوننا بعضٌ من امانيهم وقليلٌ من مدخرات الذاكرة الفانية..
في علم الله اننا سنأتي يوما على سطورٍ كتبوا فوقها... ايها القادمون من بعيد.في علم الله ذلك.... لماذا تحتفلون كثيرا . ولماذا ؟ تنعمون ؟لماذا لا تغادركم الامنيات ؟ ولماذا تخفق فور النطق قلوبكم بالأمل.. والبقاء.. حيث لا بقاء.. هناك خيارين... حتى انكم لن تخيروا بهما... معجزةٌ ان تبدأ بالحديث خلف موتك.. تحتال على جسدك تلك الروح.. لا بد ان تتشبث باوصال ذلك الجسد حيث لا بعيد ولا قريب يستطيع أن يزاول مهنة الخلود....

ايها الموتورون.. يا اصحاب المجد الرفيع كلنا فقراء... كلنا نعيث في فساد الانفس شقاء يتلوه عناء.
يا اصحاب القلوب المتخمه والنفوس المهترئة... غادروا دنياكم وقررو مثل تملككم ان تبدأو بالتجهيز للآتي..

في النار والبرد معا.. نقيض سوء.. و رائحة تغتالك.. تحرك في احشائك جوع السنين حيث الذي ينتظر.. هو رحلة الوداع..

ابتدأ الدرويش بالتلاوة.. منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى.

وعيد الله للمترفعين عن كسرة الخبز.. للذين اتو والقادمين ومن سياتون ولمن رحل..
تريث حين تشتم هذه الراحة الخارقة..
رائحة التــــــــــــــــــــــــراب...

يحدث في قلبك.. قرب ساعتك.. ثم يهمس بلطف وابتسامة تصحب وجهه -في اذنيك.. انت فاني..

تذكر.. ثم استحضر مرور السنوات الجميلة.. وبرزخ العمر المحدود.. يتربع فوق عرش الممالك وجه الله..
يا سيدي... لماذا تصر على البقاء.. وارضك خراب وزرعك تنبشه بعد فنائك احقر الدواب..

يا سيدي... حيث التراب هو المبيت وانت تتكون مرة اخرى في كل ثانيه... تستحضرك القدرة السماويه..

تذكر... للذي مر ثم مات ثم احياه الله ثم.. تذكر حرارة التراب كيف تفيق في رئتيك زفراتها . كيف تشتم رائحة تنال منك مرة اخرى
جئك باكيا وذهبت في دموع..

سيدي... كثيرا ما تأخذنا وتباغتنا المناسبات الجميله..
لكن المناسبة الادهى والتي تأتي دون كرت دعوة دون موعد دون انتظار..
هي لون التراب ورائحته..
اردت أن اذكر نفسي .
علّي حين يقترب موسمي... سأتهيأ للقليل القادم والكثير الباقي.

في أمان الله... يا ابن ادم