43% من المعلمين يعانون من القلق و31% من الضغط النفسي

توصلت دراسة أكاديمية عن أهم الأمراض النفسية التي تصيب المعلمين إلى أن 43% من المعلمين بمدارس الثانوية في أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة يعانون من القلق، وأن 31% منهم يعانون من الضغط النفسي.
وأجريت الدراسة التي قام بها استشاري طب الأسرة والمجتمع وكيل كلية الطب بجامعة الملك خالد الدكتور خالد جلبان خلال العام الدراسي على عينة اختيرت عشوائيا من بين معلمي جميع المدارس الثانوية في مدن أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة، والتي بلغت 65 مدرسة، تم اختيار 189 مدرساً من مختلف المراحل والتخصصات بطريقة عشوائية منهجية ومقننة.
وقال الدكتور جلبان إنه اتجه لهذه الدراسة نتيجة لعدم وجود دراسات على المعلمين في المملكة، وأنه استخدام في دراسته مقياسا عالميا تم تقنينه على البيئة السعودية يسمى مقياس DASS يستخدم لرصد الأمراض النفسية الثلاث الأكثر شيوعا، وهي الاكتئاب والقلق والضغط النفسي، حيث كانت النتائج حول المعلمين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 28 و57 سنة بمتوسط 37 سنة. بمتوسط خبرة في التدريس حوالي 11 عاما، وجميعهم حاصل على الشهادة الجامعية.
وأظهرت الدراسة أن نسبة الاكتئاب 25%، منها 9% بسيط، و5.8% متوسط، و5.8 شديد، وأن نسبة القلق 42.9، منها 12.7% بسيط، و19.1% متوسط، و11.1% شديد، وأن نسبة الضغط النفسي 30.7% منها 14.3 بسيط، و10.6% متوسط، و5.8% شديد.
وأكد أن الدراسة لم تظهر أن هناك علاقة بين معدل الاكتئاب أو درجته مع الخصائص الديموجرافية والاجتماعية للمبحوثين مثل العمر ومدى الخبرة ودرجة تعليمه أو تعليم الزوجة. كما أظهرت الدراسة أن هناك ارتباطاً بين الأمراض النفسية المبحوثة بحيث إن وجود أحدها يزيد احتمالية وجود الآخر، وبذلك نستنتج أن نسبة الأمراض النفسية المدروسة بين المعلمين أكبر من النسب العالمية.
وأشار جلبان إلى أن دراسات عالمية سابقة أشارت إلى أن 60-70% من المعلمين يعانون من الضغط النفسي، بينما تصل نسبة الاحتراق النفسي (العمل دون إنتاجية) إلى 30%، وتشير دراسات أخرى إلى أن 10% من غياب المعلمين نتيجة لمشكلات نفسية. وأضاف أنه في دراسة سابقة كان قد أجراها على طلاب الثانوية العامة كانت نسبة الاكتئاب بمختلف درجاته 38%. بينما بلغت نسبة القلق إلى 48%، ونسبة الضغط النفسي إلى 36%.
وأوصى الباحث بإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة الأسباب المحتملة، مؤكدا أنه ينبغي إنشاء برامج لوقاية المدرسين من الأمراض العضوية والنفسية. إضافة إلى أنه ينبغي على الأطباء مراعاة أن سبب كثير من الأعراض نفسي المصدر.