لماذا يطرد الطالب من المدرسة ؟

قد يستغرب البعض هذا السؤال ، ولكن السؤال الأهم منه ، إذا طرد الطالب من المدرسة إلى أين يذهب ؟؟ بعض إدارات المدارس إذا فصلت الطالب ترى أنها ارتاحت منه ومن شره ، لأن طالبا واحدا يستنفد جهد إدارة المدرسة والمعلمين ويسبب للمدرسة القلق والتوتر ووجع الرأس، قال لي أحد المديرين ، يا أستاذ إبراهيم لدينا طالب شقي أشغلنا كثيرا ، ووالده لايحضر للمدرسة حررنا له عدة خطابات ولكنه لايحضر ، ماذا نفعل به ؟ لقد ضقنا ذرعا به ، لقد قال لنا مشرف قبلك هذا الطالب ما ينفع معه إلا الضرب أمام زملائه في طابور الصباح ، طبعا أنا لاأستطيع أخطيء زميلي أمام مدير المدرسة ، وزميلي وغيره يعرف أن الضرب ممنوع في المدارس ، أنا أقول دعونا نناقش الأمر بهدوء هذا الطالب أكيد أن تربيته فيها خطأ ، هل بحثنا عن سبب شغبه وعدوانيته؟ ربما أنه يتيم أو لديه مشاكل في المنزل ، طيب إذا كنا سنطرده من المدرسة ، فإلى أين سيذهب للشارع ؟؟، ربما إذا رآه والده طرد من المدرسة سوف يطرده من المنزل –أيضا-، وإذا طرد من المنزل إلى أين يتجه ؟؟ طبعا نحن كمن يعالج الخطأ بالخطأ يدك عندما تؤلمك هل تعالجها أو تقطعها ، الولد الشرس والشقي نتاج تربية خاطئة وهو أشبه بالمريض الذي يحتاج إلى علاج هذا الولد فاقد للحنان والعطف في المنزل والمدرسة وليس لديه ما يثبت به ذاته غير العدوانية ، ونحن بتصرفاتنا معه في المدرسة و قسوتنا عليه زدنا عدوانيته أكثر فأكثر ، فهو بحاجة إلى يد رحيمة تنتشله من هذا المستنقع الذي سقط فيه ، يحتاج إلى من يحاوره ويناقشه ويدخل السرور إلى قلبه وينصت له وهو لايحتاج إلى من ينهره ويزجره ويقسو عليه ويسبه ويشتمه ، لايمكن لنا أن نعيد له توازنه الشخصي إذا لم نشبع حاجاته ورغباته ،( حاجته إلى الاحترام حاجته إلى العطف وتقديرالذات وحاجته إلى من ينصت إليه ويستمع لما يدور في خاطره ، حاجته إلى الحب ، وهناك طرد آخر غير مباشر يباشره بعض مديري المدارس مثلا طالب أصر على عدم حلاقة شعره ، وكنوع من العقاب له يوقفه مدير المدرسة أمام إدارة المدرسة في كل يوم يحضر بدون حلاقة وبعد أسبوع لم يحضر الطالب ولم يكن هناك متابعة من المدرسة للغائبين ،نحن نتفق مع مدير المدرسة أن إطالة الشعر سلوك غير مرغوب لكن المعالجة لم تكن موفقه فقد ارتكبت الإدارة المدرسية خطأ أكبرهذا الخطأ يتمثل في تسرب هذا الطالب خاصة أنه في نهاية المرحلة المتوسطة، وهذا أعتبره طردا غير مباشر بدون أن يناقش ويعرف سبب عدم حلاقة شعره ، وهذا –أيضا-تعطيل للجان أوجدت لمناقشة مثل تلك الحالات بعيدا عن تفرد الإدارة بقراراتها السلبية ومعالجاتها غير الموفقة لمشاكل الطلاب وعلاج المشكلة بالخطأ يفاقم الأمر، إلى أين يذهب هذا الطالب ياترى؟ومن سيتحمل فشله ؟ هذه ملاحظةأسوقها لكل من يعمل في الحقل التربوي 0
كنت في أحد الاجتماعات التي تعقدها إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض التعليمية ، وقد دار النقاش حول وضع الطلاب الكبار الذين تجاوزوا السن النظامية في التعليم العام فكان العصف الذهني- كما يقولون- يدور حول أفضل السبل للتعامل مع أمثال هؤلاء الطلاب الذين يتكرر رسوبهم ويصعب بقاؤهم مع من هم أصغر منهم سنا في فصل واحد وقد ٌاقترح أحد الإخوة الزملاء تحويلهم للقسم الليلي ، وأخر اقترح فسح المجال لهم للالتحاق بمعاهد التدريب المهني ، وهناك من اقترح إيجاد فصول خاصة لهم في المدرسة ورست أفكار هؤلاء المجتمعين على افتتاح مدارس مسائية خاصة بهم على ألا يلتحق بتلك المدارس طلاب المدارس الليلية أو محو الأمية ، تحاشيا لوقوع مشكلات أخلاقية بينهم، فافتتحت الوزارة ثلاث مدارس مسائية في الرياض وجدة والدمام تبدأ الدراسة فيها من الساعة4- 9 ليلا ، ونظام هذه المدارس يتوافق
تماما مع نظام المدارس النهارية الحكومية ، وعند ز يارتي لإحدى هذه المدارس في الرياض وموقعها بالقرب من المكتبة الوطنية على شارع الملك فيصل – يرحمه الله – لاحظت أن الإقبال عليها محدود ، وأن هناك من طلاب القسم الليلي من تسرب إليها على الرغم من أن نظامها لايسمح بذلك ولما ناقشت مديرها عن هذا التجاوز قال : إن وكيل الوزارة عند زيارته لنا أمرنا بأن نقبل طلاب القسم الليلي لأنه يريد أن يتخلص من المدارس الليلية من وجهة نظره، أما المشكلة الأخرى أن هناك صعوبة في انتقال الطلاب إليها من منازلهم لبعدها 0
صحيح أن بقاء طالب صغير مع طالب أكبر منه سنا بفارق أربع سنوات إلى خمس سنوات ضار من الناحية النفسية ومن الناحية الأخلاقية ، أما ضرره من الناحية النفسية فإن اهتمامات الطالب الصغير تختلف عن اهتمامات الطالب الكبير لذا فإنه لن يكون بينهما توافق فتحدث المشكلات ، سألت أحد الطلاب الكبار الذي سحب ملفه من المدرسة المتوسطة فقلت له لماذا تركت الدراسة ياأحمد؟ قال إنني في الفصل أنا أكبر الطلاب لتكرر رسوبي وإذا حدثت مشكلة في الفصل أشار علي طلاب الفصل بأني الفاعل والمعلمون يصدقون أن الذي أحدث المشكلة أو الشغب هو أنا لأنني كبير لذا فإني لاأستطيع أن أبقى متهما دائما وأنا لم أفعل شيئا لذا فقد سحبت ملفي من المدرسة ، وذهبت للتعليم الفني ورفضوني وقالوا لي أنتم لستم تابعين لنا نحن مؤسسة مستقلة فأين أذهب ؟ الوظيفة لم أجد لي وظيفة فأحسن لي أن أجلس في البيت حتى يدبرها ربك ،،ماذا تقول لمثل هذا الطالب وغيره من الطلاب الذين تسربوا من المدرسة ولم يجدوا عملا ؟؟
هذا هو واقع تعليمنا اليوم طلاب في سن الزهور لايستطيعون مواصلة الدراسة ولم يستفيدوا من الفرصة التعليمية المتاحة لهم ، فماذا يعني ذلك ؟ هل نتركهم ؟ حتي يتحولوا إلى مجرمين يهددون أمن الوطن ، أو حتى تمتليء بهم السجون والمصحات العقلية ، إنهم مع -الأسف الشديد- بدل أن يكونوا وسائل إصلاح لوطنهم وأمتهم سيكونون وسائل مدمرة وقنابل موقوتة لابد أن تنفجر في يوم من الأيام ، إذا لم نتدارك الموقف ونعالج الداء قبل أن يستفحل ويصعب علاجه ،وسوف نندم يوم لاينفع الندم،،فإصلاح التعليم أصبح ضرورة ملحة لوقاية المجتمع مما ينتجه فساده من ويلات ومشكلات، والله الهادي إلى سواء السبيل

ملاحظة ما سبق

ينبغي على المدرسة أن تبحث أولاًعن ما هي أسباب السلوك العدواني للطالب ؟؟

إن السلوك العدواني لايمكن إرجاعه إلى عامل واحد بالذات بل ترجع غالبا هذه الأنماط السلوكية إلى عوامل كثيرة ومتشابكة

ومن الأسباب لهذه المشكلة :

• قلة العدل في معاملة الطالب في المدرسة.
• عدم الدقة في توزيع الطلاب على الفصول حسب الفروق الفردية وحسب سلوكياتهم فيحصل أن يجتمع في فصل واحد أكثر من طالب مشاكس .
• ما يتعرض له الطالب من فشل مستمر في حياته الدراسية.
• عدم تقديم الخدمات الإرشادية لحل مشاكل الطالب الاجتماعية.
• عدم تقديم الخدمات الاجتماعية لقضاء أوقات الفراغ وامتصاص السلوك العدواني.
• ضعف شخصية بعض المدرسين.
• تأكد الطالب من عدم عقابه من قبل أي فرد في المدرسة.

. أسباب نفسية .
• صراع نفسي لا شعوري لدى الطالب.
• الشعور بالخيبة الاجتماعية كالتأخر الدراسي والإخفاق في حب من حوله
• توتر الجو المنزلي وانعكاس ذلك على نفسية التلميذ .

. أسباب اجتماعية .
• المشاكل الأسرية.
• المستوى الثقافي للأسرة.
• عدم إشباع حاجات التلميذ الأساسية.
• تقمص الأدوار العدوانية التي تعرض في التلفزيون.
• تأثير المجتمع المحيط بالمدرسة.

أسباب ذاتية .
• حب السيطرة والتسلط.
• ضعف الوازع الديني لدى التلميذ .
• ما يعانيه التلميذ من حالات مرضية ونفسية .
• إحساس التلميذ بالنقص النفسي أو الدراسي أو وجود عاهة جسديه مما يجعل الطالب يتجه للعدوان لأنه يجد فيه تعويضاً ينال به لفت انتباه من حوله

طرق العلاج :-

• تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء الطلاب لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها.
• مراعاة الدقة في توزيع الطلاب على الفصول (مراعاة الفرق الفردية) .
• إشباع حاجات الطالب بالأساليب التربوية المناسبة .
• يجب أن يكون للمعلم دوراً واعياً في إدراك هذه المشكلات والعمل على معالجتها .
• تعزيز الجانب الديني الذي يرشد الطلاب إلى الإقلاع عن هذا النمط من السلوك .
• الاستفادة من بعض النشاطات الاجتماعية في معالجة مثل هذا السلوك .
• تكثيف النشاط المدرسي لامتصاص حماس الطلاب وسلوكهم العدواني .
• مساهمة الإعلام في محاربة هذه الظاهرة من خلال ما يعرض من برامج.
• مراقبة الطلبة داخل المدرسة وتوجيه سلوكهم نحو الأفضل .
• تفعيل دور المرشد الطلابي في معرفة السلوك العدواني أو المشاكس ومعالجته .

ما هو دور المدرسة تجاه الطالب العدواني ؟؟

بجب على المدرسة أن تتعامل مع الطلاب أصحاب السلوك الغير سوي وفق الآتي : -
• دراسة الطالب المتمرد دراسة تحليلية تحدد ميوله وأهدافه ومشكلاته الشخصية في المنزل والمدرسة .
• تشجيعه على إشباع رغبته العدوانية في نفاذ طاقته في الرياضة البدنية والمنافسة الدراسية الحرة والإكثار من اشتراكه في المشاريع المدرسية والرحلات والكشافة .
• إنشاء علاقات طيبة بين المعلم والطالب العدواني وولي أمره حيث يدفعه ذلك إلى إتباع النظام والتمسك بالقوانين .
• التزام جانب الحزم الموجه والتأديب المتزن لتحميل الطالب مسؤوليه أعماله في مستواه العمري مع استمرار التوجيه الإيجابي والترغيب المشجع .
منقول للفائدة0