نور نائبة المدير العام ومستشارة المنتدى
تاريخ الميلاد : 02/05/1987 العمر : 37 الموقع : بين الماضي والمستقبل العمل/الترفيه : طالبة تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام الخميس أكتوبر 28, 2010 4:43 am | |
| الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسىعليه السلام
لفت انتباهي إلى هذا الموضوع أحد الإخوة القراء من خلالسؤال عن سر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدناموسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من بابالتنويع وشد انتباه القارئ فقط....
ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبتأن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها بكلمةأخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدناموسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت فيثلاث مراحل من هذه القصة:1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاءليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدقرسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.3- عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعينالناس، فألقى موسى عصاه.هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته معفرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أيتناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟الموقف الأولفي الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها،وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى،وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها،فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد منالآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَاتِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَاوَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَايَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَاسِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].الموقف الثانيأما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولةإقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاهفإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجدعدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُإِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَىاللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْمَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْكُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَيَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِفِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّالْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْكُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْوَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَإِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَابَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِيلَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ* قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَاهِيَ ثُعْبَانٌمُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَلِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].الموقف الثالث بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعينالناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاهفابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر،فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لانجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَتَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].التحليل البياني للمواقف الثلاثةلو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندماأمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة،وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها،لذلك تحولت العصا إلى حية.أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعلهيؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبانفي اللغة هو الحية الكبيرة[1]. وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذاالموقف أمام فرعون.ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدثأبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون،فلماذا؟إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبالتتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْوَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه:66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلىحية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناعالسحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلكيقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَوَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْاسَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ *وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَايَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَالسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىوَهَارُونَ) [الأعراف: 115-122].إحصائيات قرآنيةإن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمرالله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذهالكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفيكلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هيالمناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأنالكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلكسيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْخَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42]. | |
|
بوح الخواطر مدير المدرسة
تاريخ الميلاد : 03/03/1977 العمر : 47 العمل/الترفيه : معلم تاريخ التسجيل : 05/01/2009
| موضوع: رد: الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام السبت أكتوبر 30, 2010 12:32 am | |
| | |
|
نور نائبة المدير العام ومستشارة المنتدى
تاريخ الميلاد : 02/05/1987 العمر : 37 الموقع : بين الماضي والمستقبل العمل/الترفيه : طالبة تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: رد: الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام الإثنين نوفمبر 01, 2010 9:13 pm | |
| ولك مثله أستاذ
شكرا لمرورك
| |
|
sarab طالب لامع
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
| موضوع: رد: الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام الإثنين نوفمبر 22, 2010 4:19 am | |
| اسال الله ان يجزاك الفردوس الاعلى من الجنه
وان يكتب بكل حرف نقلتيه الف الف حسنه ويمحو فيه الف الف سيئه..
تقبلي مروري
سراب
| |
|
نور نائبة المدير العام ومستشارة المنتدى
تاريخ الميلاد : 02/05/1987 العمر : 37 الموقع : بين الماضي والمستقبل العمل/الترفيه : طالبة تاريخ التسجيل : 26/02/2009
| موضوع: رد: الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام الإثنين نوفمبر 22, 2010 6:57 am | |
| ولك مثله سراب
شكرا لمروركِ | |
|