إن نمط حياتنا لا يسمح لنا بالبقاء بالسرير حتى نشفى فمشاغلنا واهتماماتنا
لا تنتظر, وعلينا أن نعود بسرعة لمزاولة أنشطتنا اليومية , و لحسن الحظ
تمكن الباحثون من تحديد عدد من الخطوات من شان اتخاذها أن يعجل بعمليه
الشفاء ..
بادئ الأمر يوصي هؤلاء بالحصول على قسط وفير من النوم
بمعدل 8 أو 9 ساعات كل ليله , وتقول الدكتورة اليزابيت موتياكا مؤلفة
كتاب"دليل الشفاء السريع " أن مستويات هرمون النمو ترتفع كثيرا بالجسم في
أول ساعتين للنوم وهو هرمون أساسي لعمليات الشفاء وهي تنصح أيضا بإتباع نظام غذائي غني بالعناصر المغذية والبروتينات خفيفة الدهون وبالخضار والفواكه الغنية
بالفيتامينات وبالدهون الصحية ( الدهون غير المشبعة أو النباتية ) فالنظام
الغذائي الصحي ضروري لتعزيز مقاومة الجسم ضد الالتهابات و الأمراض عموماً, و
لتحقيق الشفاء بسرعة اكبر يمكن اتباع استراتيجيات تساعدنا على استعادة عافيتنا بسرعة وهي : العسل أظهرت عشرات الدراسات التي قام بها الباحثون النيوزيلنديون أن العسل يلعب
دورا مضادا للجراثيم عند وضعه على الجروح أو الحروق الخفيفة وهو يساعد على
تعقيمها بسرعة وعلى وقايتها من الالتهاب, وقد تبين في إحدى الدراسات أن
الحروق التي تعالج بالعسل تشفى في غضون 11 يوما أي بفترة اقصر ب 4 أيام من
تلك التي تحتاج إليها إذا عولجت من دون العسل وتبين أيضا أن العسل يخفف من
الورم ومن الندوب التي تتركها الجروح, وتجدر الإشارة أن الباحثين في
الدراسات استخدموا عسل "المانوكا" لكن يمكن استخدام أي عسل من المزارع
الطبيعية فهي تتمتع بالفاعلية نفسها لكن يجب تفادي الأنواع التجارية لان
الحرارة المستخدمة أثناء تحضيرها تخفف من قدرتها على مكافحة الجراثيم,
وللحصول على أفضل النتائج يمكننا إتباع الطريقة نفسها التي استخدمها
الباحثون وهي وضع العسل على قطع شاش معقمة ثم تغطيه الجرح بها وتغيرها كل
24 ساعة .
التدليك العضلات المتشنجة تشفى بسرعة اكبر بفعل التدليك, كذلك فان هذا الأخير يخفف
آلام العضلات الناتجة عن الإرهاق ويحول دون تورمها وقد اظهر الباحثون
الاستراليون أن تدليك العضلات المتشنجة والمشدودة في غضون 3 ساعات من بداية
الألم يزيل ثلث الورم و الألم.
اليوغا رياضة اليوغا تنشط الدورة الدموية وتخفض مستويات التوتر
و هي مثل الأنشطة البدنية الأخرى تعجل عمليه الشفاء ويقول الباحثون في
واشنطن إن "اليوغا "تخفف آلام أسفل الظهر أسرع مما تفعله التمارين
التقليدية, ورياضة اليوغا تعزز إفراز "الاندورفينز" وهي ناقلات عصبيه تساعد
على كبح الشعور بالألم كذلك فإنها تزيد من مرونة الجسم ما يجعله أكثر قدرة
على التحرك بسهوله ويسر وكانت دراسة أمريكية أجريت في كليفلاند وشملت 18
مريضا يعانون ألاماً مزمنة مدة شهر وقد أظهرت أن ممارسه اليوغا مدة 90
دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع تخفف من حدة الألم وتقلل من حاجة المرضى إلى
تناول الأدوية كما تسهم في رفع معنوياتهم .
الاسترخاء الانشغال الكامل بنشاط محبب مثل الرسم أو العزف على الموسيقى يسهم في تبديد القلق ويجعل الذهن صافيا وهادئا .
وهذا
ما يطلق عليه الاختصاصيون العلاجات الطبيعية تسميه "استجابة الاسترخاء"
وهي مفيدة للصحة بغض النظر عن نوعيه المعاناة ويقول الدكتور هيربرت في
جامعة هارفورد إن هذا الاسترخاء يساعد على خفض ضغط الدم والتخفيف من سرعة
نبض القلب وسرعة الايض وكذلك فانه يسهم في زيادة كميه أوكسيد النيترك الذي
يساعد على تمدد الأوعية الدموية, ويقول بينسون أن بالإمكان ممارسه التأمل
أو الاعتناء بالأزهار في الحديقة أو القيام بأي نشاط محبب شرط أن ينجح في
إيقاف قطار تفكيرنا اليومي, و الأفضل ممارسته مدة تتراوح بين 10 -20 دقيقة
مرة او مرتين باليوم .
التعرض لضوء النهار أظهرت دراسة أجريت في جامعة بيتسبورغ الأمريكية أن التعرض لضوء النهار
يساعد على تخفيف الآلام الناتجة عن الخضوع لعمليات جراحيه , فعندما راجع
العلماء بيانات 89 مريضا خضعوا لجراحة في العمود الفقري تبين لهم أن أولئك
الذين كانوا يمضون فترة النقاهة في غرف مشمسة كانوا يحتاجون إلى كميه من
مسكنات الألم تقل بنسبه 22 % عما كان يحتاج إليه الآخرون الموجودون في
الغرف الأقل إضاءة وكذلك كانوا اقل عرضة للتوتر, وذلك لان أشعة الشمس تعزز
إفراز "السيروتونين " وان ارتفاع نسبه هذا الهرمون في الجسم يسهم في تخفيف
حدة الألم .
الحرارة و البرودة الحرارة تمدد الأوعية الدموية وتنشط الدورة الدموية وتساعد على استرخاء
العضلات (درجة الحرارة التي يوصي بها الاختصاصيون هي 40 درجة مئوية ) ,
والعلاج بالحرارة مثالي لتسريع شفاء التشنجات و الآلام العضلية و المفصلية
ولكن يجب تجنب استخدامها على مواضع النزف الدموي أو الاستسقاء الموضعي .
أما البرودة فهي تخفض حرارة الجلد وتؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وهي
مفيدة لمكافحة الالتهاب, وتفادي الاستسقاء الموضعي, ويجب استخدام البرودة
مباشرة بعد التعرض للرضوض أو الصدمات كما يمكن استخدامها للتخفيف من آلام
الرأس و الأسنان و آلام العمود الفقري القطني, ويتم تعريض مكان الألم
للبرودة عن طريق استخدام كمادات باردة أو دوش بارد أو كيس مملوء بالثلج .
الرياضة ممارسه التمارين الرياضية المعتدلة هي وسيله فاعله جدا لمكافحة الآلام وفي
دراسة أجراها البروفيسور مارتن هوفمان أستاذ الطب الرياضي في جامعة
ويسكونسين الأمريكية وشملت 8 أشخاص يعانون من آلام مزمنة في أسفل الظهر,
تبين أن إحساسهم بالألم تراجع بعد ممارستهم رياضة ركوب الدراجة مدة نصف
ساعة ويقول هوفمان إن الرياضة تسهم في تخفيف الألم لأسباب أبرزها :
*الرياضة تحسن لياقة الأوعية الدموية والقلب وتحافظ على صحتها مما يضمن
قيام القلب والرئتين والدورة الدموية بوظائفها كما يجب, وهذا ينطبق على
الجميع متألمين وغير متألمين, و إذا كان الفرد قادرا على رفع الأوزان فان
هذا النوع من التمارين يساعده في الحفاظ على قوه عضلاته و الحيلولة دون
تراجع سرعة الأيض ما يعزز قوته اللازمة لمقاومه الألم.
*تسهم ممارسه الرياضة في تعزيز إفراز "الاندورفينز" وهي مسكنات طبيعيه يفرزها الدماغ وتساعد على كبح وصول إشارات الألم .
*تخفف الرياضة من مشكلات النوم و الأرق كما تخفف الاكتئاب والقلق وهما آثار جانبيه معتادة تصاحب الآلام المزمنة.
*الرياضة تهدئ الجهاز العصبي وتحافظ على توازنه وتزوده بأحاسيس إيجابيه تحد
من تأثير إشارات الألم وتعتبر التمارين الرياضية في المياه الدافئة من
الأمور الهامة للأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة.
الوخز بالإبر يحتل علاج الوخز بالإبر مكانه متقدمه على لائحة العلاجات الطبية المستخدمة
لمكافحة الألم وتعجيل الشفاء, وقد أجريت دراسات علميه عدة للمقارنة بين
تأثير الوخز بالإبر وتأثير المسكنات التقليدية, و تبين أن طريقة العلاج
الصينية القديمة هذه لا تقل فاعليه عن العديد من التقنيات الأخرى المستخدمة
لمكافحة الآلام, ولا يعرف العلماء بالتحديد كيف تساعد الإبر على تخفيف
الألم, لكنهم يعتقدون أنها تقوم بالتشويش على إشارات الألم العصبية نظرا
لكون النقاط المختارة لغرس الإبر غنية جدا بالأعصاب, كذلك فان علاج الوخز
بالإبر يسهم في تعزيز إفراز "الاندورفينز" التي تجعلنا نشعر بالارتياح.
وتقول أخصائية هذا العلاج الدكتورة "ماي لوو" إن معظم الدراسات الموثقة
يشير إلى فاعليه الوخز بالإبر في التخفيف من الآلام القطنية, و آلام
الركبتين و الرأس, كذلك فان منظمة الصحة العالمية تنصح باللجوء إليه لتخفيف
من آلام العضلات والمفاصل وهو مفيد جدا للتخفيف من آلام المتقدمين في السن
الذين يعانون عادة من الروماتيزم ولا تتحمل أجسامهم الآثار الجانبية
السلبية للعقاقير ومضادات الالتهاب, وتجدر الإشارة إلى أن علاج الوخز
بالإبر لا يؤدي إلى آثار جانبيه سلبيه وغالبا ما يحتاج الفرد إلى جلستين أو
ثلاث جلسات إذا كانت آلامه قد ظهرت مؤخراً, أما من قام بتأجيل الآلام
المزمنة فتكون الحالة أكثر تعقيدا وتحتاج إلى وقت أطول وجلسات أكثر ويكون
التحسن فيها بطيئا ولكن إذا لم يشعر المريض بتحسن بعد 4 جلسات فلا جدوى من
متابعة العلاج .....